سمية الألفي.. حكاية سيرة "محفورة بالفن" لن يغيبها الرحيل
لم تكن سمية الألف ممثلة عابرة في ذاكرة الفن المصري، بل كانت حالة خاصة جمعت بين الرقة والقوة وبين الحضور الهادئ والقدرة اللافتة على تجسيد أصعب التحولات النفسية.
فنانة عاشت عمرها بين النجاح والشهرة ثم اختبرت أقسى الامتحانات بعيدًا عن الكاميرات لكنها ظلت حتى اللحظة الأخيرة محتفظة بوقارها وابتسامتها.
من الشرقية إلى الكاميرا
اختارت الألفي الفن عن قناعة، حيث وُلدت بمحافظة الشرقية وحصلت على ليسانس الآداب قسم الاجتماع، وهو ما انعكس لاحقًا على اختياراتها الفنية ووعيها بالشخصيات التي قدمتها.
بدأت علاقتها بالفن من بوابة التلفزيون، حيث كان أول ظهور لها في مسلسل "أفواه وأرانب"، ثم سرعان ما شقت طريقها إلى المسرح والسينما معًا لتؤكد منذ بدايتها أنها ليست موهبة عابرة.
في عام 1976، كانت سمية الألفي على موعد مع انطلاقة حقيقية عندما شاركت في مسرحية "أولاد علي بمبة" ثم فيلم "الحساب يا مدموزيل" في العام نفسه؛ لتبدأ بعدها رحلة فنية امتدت لعقود طويلة.
تنقلت خلالها بسلاسة بين السينما والمسرح والتلفزيون وقدمت أدوارًا متنوعة، أكدت قدرتها على الجمع بين الكوميديا والتراجيديا دون افتعال أو مبالغة.
محطات بارزة
على مدى مشوارها الفني، شاركت سمية الألفي في أكثر من 100 عمل فني تنوعت بين السينما والمسرح والتليفزيون وارتبط اسمها بعدد من الأعمال التي أصبحت علامات في الدراما المصرية.
من بينها "الراية البيضا"، و"علي بيه مظهر و40 حرامي" وبوابة الحلواني وليالي الحلمية التي قدمت فيها حضورًا مختلفًا ضمن ملحمة درامية لا تُنسى.
كما شاركت في أعمال رمضانية ناجحة من بينها "العطار والسبع بنات" عام 2002، مؤكدة قدرتها على الاستمرار والتجدد.
رحلة الألم والصبر
بعيدًا عن الأضواء، عاشت سمية الألفي واحدة من أصعب فترات حياتها بعدما أصيبت بورم نادر صنفه الأطباء كأحد أخطر وأندر أنواع السرطان.
استمرت معاناتها مع المرض لسنوات، وكان ذلك من أبرز أسباب غيابها عن الساحة الفنية.
خاضت رحلة علاجية طويلة تطلبت سفرها إلى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث خضعت لعدد من العمليات الدقيقة على فترات متقطعة.
تساند ابنها حتى النهاية
كان آخر ظهور للفنانة سمية الألفي عندما حرصت على زيارة موقع تصوير نجلها أحمد الفيشاوي في كواليس فيلم سفاح التجمع، فهذا الظهور حمل الكثير من الدلالات الإنسانية قبل الفنية وجسد علاقتها القوية بابنها وحرصها الدائم على دعمه.
رحلت سمية الألفي بعد مسيرة فنية وإنسانية طويلة تركت خلالها بصمة خاصة في قلوب جمهورها، فهي فنانة عرفت النجاح وعرفت الوجع لكنها لم تتخل يومًا عن صدقها مع نفسها ومع جمهورها لتبقى سيرتها شاهدًا على جيل من الفنانات اللاتي قدمن للفن الكثير.


