"بالحرق والسخرية".. الأسرى الفلسطينيون يردون على "تيشرتات" الاحتلال

في مشهد حمل دلالات رمزية قوية، حرق أسرى فلسطينيون محررون من السجون الإسرائيلية القمصان التي أُجبروا على ارتدائها أثناء الإفراج عنهم، والتي كانت تحمل شعار مصلحة السجون الإسرائيلية ونجمة داود.

وأفرجت إسرائيل عن 369 أسيرًا فلسطينيًا، بينهم 36 محكومًا بالسجن المؤبد، ضمن المرحلة السادسة من المرحلة الأولى من صفقة التبادل بين إسرائيل وحركة حماس، إذ شهد قطاع غزة احتفالات حاشدة بعودة الأسرى، حيث استُقبلوا في خان يونس وسط هتافات التأييد من ذويهم وأبناء شعبهم.

وبحسب ما أوردته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وبعد الإفراج عن الأسرى وفي لحظة تعبير عن الرفض المطلق لكل ما يرمز إلى فترة الأسر، أشعل الأسرى المحررون النار في القمصان التي أُجبروا على ارتدائها لحظة الإفراج، والتي كُتب عليها عبارة "لا ننسى ولا نغفر" باللغة العربية، إلى جانب شعار مصلحة السجون ونجمة داود، إذ حمل هذا التصرف رسالة واضحة برفض أي محاولة لفرض هوية الاحتلال عليهم.

وأثار إجبار الأسرى الفلسطينيين على ارتداء هذه القمصان قبل إطلاق سراحهم موجة من الغضب داخل إسرائيل، ووفقًا لـ"هاآرتس" العبرية، فإن مدير مصلحة السجون كوبي يعقوبي هو من أصدر الأوامر بارتداء هذه القمصان كإجراء متعمد لإرسال رسائل إلى الفلسطينيين والمجتمع الدولي.

ونقلت "القناة 12" العبرية عن أريك باربينج، الرئيس السابق لمنطقة القدس والضفة الغربية في جهاز الشاباك، قوله إن هذه الخطوة "تلحق ضررًا كبيرًا بصورة إسرائيل، ولن تكون لها أي تأثير على الفلسطينيين، بل ستُقابل بالسخرية والرفض".

كما انتقد مسؤولون إسرائيليون آخرون هذه الخطوة باعتبارها تصعيدًا غير مدروس قد يؤثر على مسار التفاوض حول الصفقة.

لم يكن الغضب مقتصرًا على الداخل الإسرائيلي، إذ أفادت هيئة البث العبرية بأن هذه الخطوة لم تُعرض على المستوى السياسي قبل تنفيذها، ما أثار تساؤلات حول مدى التنسيق داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.

في الوقت ذاته، لقيت هذه الخطوة انتقادات دولية من جهات حقوقية، اعتبرتها محاولة للإذلال وخرقًا للمعايير الإنسانية في التعامل مع الأسرى.

وفي ظل استمرار تنفيذ صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، يُطرح تساؤل حول تأثير هذه السياسات على مستقبل المفاوضات، ومدى قدرة الأطراف على الحفاظ على الزخم الحالي في عملية التبادل.

 

التعليقات