![](https://ns1.el7ekaya.com/sites/default/files/styles/header_image/public/header_images/16/06/02/07.png?itok=mhh6au6-)
الأقمار الصناعية تكشف ثبات الفلسطينيين في غزة ورفض "إهانتهم باقتراح الرحيل"
في الوقت الذي يواصل فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الترويج لفكرة سيطرة الولايات المتحدة على قطاع غزة ببطء شديد، وتهجير الفلسطينيين من غزة إلى أرض أخرى جميلة، كان الرد الفلسطيني حاضرًا عبر آلاف الخيام التي تم تشييدها على المباني المدمرة في القطاع.
وتعرض المجتمع الدولي لصدمة وغضب، بسبب اقتراح دونالد ترامب بأن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على قطاع غزة، وطرد سكانه وإعادة توطينهم في أماكن أخرى، زاعمًا تحويل المنطقة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، حيث كانت مصر في مقدمة تلك الدول.
وفي مقابل ذلك، كشفت صور الأقمار الصناعية الواردة من شمال غزة، بحسب شبكة "إي بي سي نيوز"، عن أن الآلاف من الفلسطينيين عادوا بالفعل إلى مناطقهم، وأقاموا خيامًا متعددة فوق منازلهم المدمرة، تمهيدًا لإعادة بناء حياتهم كما كانت.
وأكد الفلسطينيون، الذين تحدثوا مع الشبكة الأمريكية، أنهم عازمون على إعادة البناء، مؤكدين أنهم يمتلكون القدرة والإمكانية، مشددين على أن مجرد الاقتراح بالرحيل يعد إهانة لهم، حيث لن يغادروا غزة أبدًا، قائلين: "حتى لو متنا هنا فلن نغادر أرضنا.. هذه بلدنا".
وعاد ما يقرب من 400 ألف شخص بالفعل إلى الشمال منذ بدء وقف إطلاق النار، وفقًا للحكومة في غزة، ولم تكن لديهم غالبًا أي فكرة عما ينتظرهم على الجانب الآخر من ممر نتساريم، المنطقة العازلة التي أنشأتها إسرائيل في أعقاب 7 أكتوبر، والتي منعت أي شخص من الجنوب من العبور إلى الشمال.
وفي معظم أنحاء الشمال، لم يجد الأهالي سوى كومات من الأنقاض، حيث 74% من المباني في مدينة غزة و69% من المباني في شمال غزة تعرضت للضرر أو الدمار، وفقًا لتحليل بيانات الأقمار الصناعية، التي كشفت عن تأثر بعض المناطق أكثر من غيرها.
وتبين أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، دمر أجزاءً كبيرة من مخيم جباليا للاجئين بالكامل خلال الأشهر الأربعة الماضية، ووفقًا للأمم المتحدة، اضطر عشرات الآلاف من الناس إلى مغادرة الملاجئ هناك بسبب القوات الإسرائيلية التي وجهتهم نحو الجنوب.
ومع عودة الناس الآن إلى المدينة المدمرة، لجأ الآلاف إلى نصب الخيام فوق أنقاض منازلهم المدمرة، حيث أظهرت صور الأقمار الصناعية التي التقطت في وقت سابق من هذا الأسبوع الخيام البيضاء والرمادية المنتشرة الآن في المشهد الطبيعي وسط الأنقاض.
وتبدو نفس المناظر الطبيعية المليئة بالخيام واضحة في مناطق أخرى دمرت بالكامل تقريبًا، مثل بيت لاهيا وبيت حانون في الشمال، كما يمكن رؤية خيام متفرقة في الشارع وحول الأنقاض في الأجزاء الأكثر تدميرًا من رفح في الجنوب، والتي كانت محورًا لهجوم عسكري إسرائيلي بدأ في مايو من العام الماضي.
وأكدت إحدى السيدات في غزة، أنها راضية عن نصب خيمة ولو صغيرة مع حمام، أمام منازلها المدمر، مشيرة إلى أنها لن تجد مكانًا آخر تذهب إليه، وستقوم ببناء منزلها مرة أخرى، حتى ولو قامت بقطع الأنقاض حجرًا حجرًا.
وفي مدينة غزة، ظهرت مخيمات أكبر في مساحات خالية مثل الحدائق وساحات المدارس وحتى الدوارات، وتُظهِر صور الأقمار الصناعية أن المخيم الأكبر حجمًا في حي النزلة تضاعف حجمه تقريبًا منذ بدء وقف إطلاق النار، حيث عاد المزيد من الناس إلى منازلهم واحتاجوا إلى مأوى، ووجدوا أن منازلهم غير صالحة للسكن.
وفي غرب مدينة غزة بالقرب من مخيم الشاطئ للاجئين المكتظ بالسكان، ظهرت مجموعات جديدة من الخيام منذ بدء وقف إطلاق النار، وتُظهِر صور الأقمار الصناعية عددًا قليلًا من الخيام في الأيام الأولى لوقف إطلاق النار، تلا ذلك نمو كبير بعد السماح للناس بالعودة إلى شمال غزة من الجنوب.