الدموع تخالط الأنقاض.. غزة اليوم بين "هدنة الألم وأمل الإعمار"

اختلطت مشاعر النازحين في مدرسة التابعين وسط مدينة غزة، بمزيج من الفرح والحزن، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.

وكشف عدد من سكان القطاع لرصد مشاعرهم عقب دخول الاتفاق حيز التنفيذ، إذ عبّروا عن شكرهم للدور المصري التاريخي في مساندة القضية الفلسطينية، ورفضها القاطع لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع، فضلًا عن جهودها المُضنية في الوساطة، طوال الأشهر الماضية للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأشادوا بدورها الكبير في إرسال المساعدات الإنسانية إلى مناطق القطاع كافة مع بدء سريان الاتفاق.

في هذا السياق، قال هاني نافذ، مدير مدرسة التابعين: "كل الشكر لمصر الشقيقة حكومة وشعبًا لدورهم البارز والمتواصل في دعم وإغاثة الشعب الفلسطيني خلال أيام الحرب وحتى التوصل للاتفاق".

ووصف "نافذ" أصداء دخول إعلان وقف إطلاق النار داخل المدرسة، قائلًا إنه "اختلطت مشاعر النازحين بين الفرح بإعلان وقف إطلاق النار، والحزن على ما فقدوا من أبناء وبيوت وممتلكات، فضلًا عن الإصابات التي لا يزال يعاني منها الآلاف".

وتابع: "مع إعلان وقف إطلاق النار، بكت العديد من الأمهات التي فقدت أبناءها في الحرب، وتذكرت الأطفال منازلهم التي دمرها القصف".

وتعد "التابعين" واحدة من مدارس القطاع التي شهدت مجازر بحق المدنيين النازحيين بها التي تكررت على مدار 15 شهرًا.

وروى "نافذ": "تعرضت مدرسة التابعين في بداية الحرب إلى استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي الذي خلّف مجزرة استشهد على أثرها أكثر من 250 نازحًا، وبعد نحو شهرين قصف الاحتلال صفين ما أسفر عن سقوط 4 شهداء وعدد من الإصابات".

وتابع: "بالرغم من توقف آلية القتل إلا أن الوضع الإنساني صعب للغاية، وسط كل هذا الدمار مع غياب الخدمات الأساسية".

وأضاف: "الآن في ظل وقف إطلاق النار، وتوقف عجلة الدمار والقتل، لا نستطيع توجيه النازحين الموجدين داخل المدرسة بالعودة إلى ديارهم، حيث بات معظمهم المنازل في غزة- ولا سيما في الشمال الذي يضم بيت حانون وبيت لاهيا وجباليا- أنقاض، وتحولت إلى ركام، ولا يوجد لديهم مأوى آخر".

وأشار هاني نافذ إلى "أن بعض النازحين في مناطق شرق غزة، طالبوا بمأوى بديل حتى يلجؤن إليه، والبعض الآخر الذين قرروا العودة إلى سكنهم وترميم خيام بدلًا من منازلهم التي دمرها القصف".

وعن وضع المدرسة بعد إعلان وقف إطلاق النار، ذكر "نافذ": "تحتاج التابعين إلى ترميم الأماكن التي تم قصفها، وسنعمل جاهدين على نقل السكان إلى مخيمات خاصة، حتى تتمكن المدرسة من العودة إلى المسيرة التعليمية ويعود الطلاب إلى فرقهم الدراسية في أقرب فرصة".

 

التعليقات