من "آمال السلام لنار الحرب".. كيف "اغتالت" إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار؟

انهار اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة "حماس" وإسرائيل، صباح اليوم الثلاثاء، حيث استأنفت إسرائيل غاراتها واسعة النطاق على غزة، والتي أسفرت عن استشهاد وجرح مئات المدنيين، أغلبهم من الأطفال والنساء والمسنين، حسبما قالت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأمريكية.

وبدأت المرحلة الأولى من وقف إطلاق النار في 19 يناير الماضي، وشهدت إطلاق سراح العديد من المحتجزين، لكنها انتهت مطلع مارس الجاري، وسط خلافات بين إسرائيل وحماس حول الخطوات التالية. وشهدت الأسابيع التي تلت ذلك مفاوضات شائكة.

وأرادت "حماس" أن تشهد الانتقال إلى المرحلة الثانية المتفق عليها سابقًا من الاتفاق، والتي كانت ستشهد انسحابًا كاملًا للقوات الإسرائيلية من غزة، وإطلاق سراح جميع المحتجزين الأحياء لدى الحركة. وبدلًا من ذلك، ضغطت إسرائيل من أجل تمديد المرحلة الأولى، دون الالتزام بإنهاء الحرب أو سحب القوات.

وفي الأسبوع الماضي، طرحت الولايات المتحدة اقتراحًا جديدًا يتضمن إطلاق سراح عدد قليل من المحتجزين الأحياء لدى "حماس" مقابل تمديد وقف إطلاق النار لمدة شهر.

وبحسب ما ذكره مصدر مطلع على المفاوضات لشبكة "سي إن إن"، الأسبوع الماضي، سترفع إسرائيل حصارها المفروض على المساعدات الإنسانية إلى غزة، والذي استمر قرابة أسبوعين.

وأعلنت "حماس"، الجمعة الماضي، أنها مستعدة في المقابل، للإفراج عن الجندي الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر وجثث أربعة مواطنين مزدوجي الجنسية محتجزين في غزة.

إسرائيل زعمت أن "حماس" رفضت المقترح الذي طرحه المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف دون التزام إسرائيلي بوقف دائم لإطلاق النار.

وأعلن نتنياهو تمسكه بمقترح ويتكوف، الذي ينص على تمديد وقف إطلاق النار والإفراج عن 11 محتجزًا إسرائيليًا على قيد الحياة، بالإضافة إلى نصف عدد جثث القتلى الذين بحوزة حماس.

في 14 مارس الجاري، أعلنت حماس موافقتها على إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير عيدان ألكسندر الذي يحمل الجنسية الأمريكية وجثامين 4 من مزدوجي الجنسية.

ووصف ويتكوف عرض حماس بالإفراج عن ألكسندر وإعادة جثث 4 آخرين بأنه "غير كافٍ ولا يمكن أن يكون أساسًا للتفاوض".

وأضاف المبعوث الأمريكي أن "فرصة حماس لمواصلة التهدئة لن تدوم طويلًا"، مشيرًا إلى أن الوقت ليس في صالح الحركة.

وكررت "حماس" إعلانها، اليوم، مع بدء الغارات الجوية على غزة، حيث ألقى كل من وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو باللوم على "رفض حماس إطلاق سراح الرهائن" باعتباره السبب وراء استئناف القتال.

وقال كاتس: "لن نتوقف عن القتال حتى يعود جميع الرهائن إلى ديارهم وتتحقق جميع أهداف الحرب".

وردت "حماس" بأن إسرائيل "تراجعت عن اتفاق وقف إطلاق النار"، مما يعرض المحتجزين في غزة لـ"خطر مصير مجهول".

 

التعليقات